رمل شواطيكِ الذهبي

في الغربةِ عنــد المغـــربِ
جلستُ على صخرةٍ
أستوقفُ موجَ البحرِ وأسألهُ
عن رملِ شواطيكِ الذهبي
عن كرمِ اللوزِ وكرمِ العنـبِ
أعوامي تمضي
تمضي الأعــوامُ بلا عــددِ
تعيشين في البالِ أنتِ وفي الروح والجسدِ
تخللْتِ نطفةَ خلقٍ دفقتْ من صُلبِ أبي
رضَعْتُكِ من ثدِ أمٍ خَصِبِ
مني أنتِ ومنكِ أنا قصصٌ
وحَكايا رقصتْ وبكتْ بِشِفا جدٍ تعِبِ
جَمَعتنا ليلَ شتاءٍ حولَ كوانينِ الحطبِ
قصةُ أرضٍ سُلِبتْ
قصةُ شعبٍ كُتِبتْ
في الخيمةِ والكوخِ إنزرعتْ في الكتبِ
ياللعشقِ المسكونِ بلهفةِ
تصطادُ الأنفاسَ إذا خَطَـرتْ
صورٌ فِـكََــرٌ ألعابُ صبيٌ
أرسلتُ الموجَ إليكِ رسولاً خَضِبِ
وشْوَشْتُ الليلَ بهمسٍ عذبِ
لم تُــجِـــبِ
أحملُ فأساً أغرسُ همساً
بين الغيمِ وبين السُحُــبِ
ينمو رعدٌ فوقَ شفاهِ الغضبِ
يحملُ آهاتِ العتبِ
أمتطي صهوةَ البرقِِِِ صهوةَ الشْـهْـبِ
أسبقُ الريحَ إلى بواباتِ لقاءٍ مُرتَـقـبِ
أبوابُــكِ موصدةٌ
من جهتينِ يحرُسُها حراسٌ باللهبِ
حارسٌ صهيونيٌ حارسٌ عربي
ليتني إعصارٌ يلقي بالأسوارِ بالأبوابِ والحْجُبِ
لكنني قلمٌ
أسكَـنْـتُـكِ أبياتَ الشعرِ والأدبِ
أسكَـنْـتُـكِ مابين الهُدُبِ
حملتكِ في ترحالي صوراً
ملأَتْ نفسي أملاً
ياسيدةَ الأوطانِ أعيديني
للبياراتِ لكرمِ الزيتونِ والعنبِ
لِرمل شواطيكِ الذهبي